فصل: تفسير الآية رقم (143):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير التستري



.تفسير الآية رقم (22):

{وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)}
قوله: {وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} [22] وسئل عن خير العبادات فقال: الإخلاص لقوله: {وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5] ولا يخلص العمل لأحد، ولا تتم عبادته وهو يفر من أربع: الجوع والعري والفقر والذلة، وإن اللّه تعالى استعبد الخلق بهذه الثلاث: العقل والروح والقوة، وإذا خاف على اثنين منها، ذهاب عقله وذهاب روحه، تكلف لها بشيء، وأما القوة فلا يتكلف لها ولا يفطن لها، وإن صلى جالسا.

.تفسير الآية رقم (66):

{وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)}
قوله: {وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ} [66] قال: يعني ولو نشاء لفقأنا أعين قلوبهم التي يبصرون الكفر وطريقه، فيبصرون طريق الإسلام، ولا يبصرون غيره، {فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} [66] طريق الإسلام، ولم يفعل ذلك.

.تفسير الآية رقم (69):

{وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69)}
قوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} [69] قال: هو الذكر والتفكر.
واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الصافات:

.تفسير الآية رقم (84):

{إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
قوله تعالى: {إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [84] أي مستسلم مفوض إلى ربه بكل حال راجع لسره.

.تفسير الآيات (88- 89):

{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)}
قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [88- 89] قال: وحكي عن محمد بن سوار عن أبي عمرو بن العلاء قال: معناه نظر إلى النبات، كقوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ} [الرحمن: 6] وأراد بالنجم ما لا ساق له من النبات، وبالشجر ما له ساق.

.تفسير الآية رقم (107):

{وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}
قوله: {وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [107] قال: إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أحب ولده بطبع البشرية تداركه من اللّه فضله وعصمته حتى أمره بذبحه، إذ لم يكن المراد منه تحصيل الذبح، وإنما كان المقصود تخليص السر من حب غيره بأبلغ الأسباب، فلما خلص السر له ورجع عن عادة الطبع فداه بذبح عظيم.
قوله: {إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} [106] قال: يعني بلاء رحمة، ألا ترون كيف بعثه على الرضى. قال: وبلغنا أنه مكتوب في الزبور: «ما قضيت على مؤمن قضاء أحبّه أو كرهه إلا وهو خير له». وحكي أن اللّه تعالى أوحى إلى إبراهيم صلوات اللّه عليه: ما من أحد وسّعت إليه إلا أنقصت بقدره من آخرته، ولو كنت أنت يا خليلي. وقال أبو يعقوب السوسي: جاءنا فقير ونحن بأرجّان وسهل بن عبد اللّه يومئذ بها، فقال: إنكم أهل العناية فقد نزلت بي محنة، فقال له سهل: في ديوان المحنة وقعت منذ تعرضت لهذا الأمر، فما هي؟ قال: فتح لي شيء من الدنيا فاستأثرت به في غير ذوي محرم ففقدت إيماني وحالي. فقال سهل: ما تقول في هذا يا أبا يعقوب؟ فقلت: محنته بحاله أعظم من محنته بإيمانه. فقال لي سهل: مثلك يقول هذا يا أبا يعقوب؟ وسئل سهل عن الحال فقال: حال الذكر من العلم السكون، وحال الذكر من العقل الطمأنينة، وحال التقوى من الإسلام الحدود، ومن الإيمان الطمأنينة. وقال: إذا كان للعبد حال فدخل عليه البلوى، فإن طلب الفرج بحال دون تلك الحال فهو منه حدث. قيل: وكيف ذلك؟
قال: مثل أن يكون جائعا فيطلب الشبع، لأن درجة الجائع أعلى.

.تفسير الآية رقم (143):

{فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
قوله: {فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} [143] قال: يعني من القائمين بحقوق اللّه تعالى قبل البلاء، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها ص:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.تفسير الآية رقم (1):

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)}
قوله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [1] قال: ذي الشأن الشافي والوعظ الكافي.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ (6)}
قوله: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ} [6] قال: هو الصبر المذموم الذي وبخ اللّه به الكفار. وقد سمعته يقول: الصبر على أربع مقامات: صبر على الطاعة، وصبر على الألم، وصبر على التألم، وصبر مذموم وهو الإقامة على المخالفة.

.تفسير الآية رقم (20):

{وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20)}
قوله: {وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ} [20] قال: إنما أعطاه اللّه ذلك حين سأله أن يرفع منزلته على منزلة إسماعيل وإسحاق، فقال: لست هناك يا داود، ولكني أجعل لك مقاما من الحكمة، وفاصلة، وهي: «أما بعد». وهو أول من قال ذلك، وبعده قس بن ساعدة.
وقد قيل: فصل الإيمان لخطاب البيان.
قوله: {وَشَدَدْنا مُلْكَهُ} [20] قال: أي بالعدل وبالوزراء الصالحين يدلونه على الخير، كما قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن اللّه تعالى إذا أراد بوال خيرا جعل له وزيرا صدوقا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه».

.تفسير الآية رقم (24):

{قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (24)}
قوله: {وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ} [24] قال: الإنابة هي الرجوع من الغفلة إلى الذكر، مع انكسار القلب وانتظار المقت.

.تفسير الآية رقم (26):

{يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (26)}
قوله: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [26] قال: أي ظلمة الهوى تستر أنوار ذهن النفس والروح وفهم العقل وفطنة القلب، كما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «إن الهوى والشهوة يغلبان العقل والعلم» والبيان لسابق القدرة من اللّه تعالى.

.تفسير الآية رقم (32):

{فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32)}
قوله: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} [32] قال: عن صلاة العصر وحدها.

.تفسير الآية رقم (35):

{قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)}
قوله: {قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [35] قال: ألهم اللّه تعالى سليمان أن يسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، ليقصم به الجبابرة والكفرة، والذين يخالفون ربهم ويدعون لأنفسهم قدرة من الجن والإنس، فوقع السؤال من سليمان عليه السلام على اختيار اللّه له، لا على اختياره لنفسه.

.تفسير الآية رقم (46):

{إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)}
قوله: {إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [46] قال: أخلص إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عن ذكر الدنيا بذكره خالصة، لا لمال جزاء، ولا شاهدوا فيه أنفسهم، بل ذكروه به له، وليس من ذكر اللّه باللّه كمن ذكر اللّه بذكر اللّه، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.

.السورة التي يذكر فيها الزمر:

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)}
قوله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [7] قال: أول الشكر الطاعة، وآخره رؤية الجنة.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9)}
قوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [9] قال: العلم الكتاب والاقتداء، لا الخواطر المذمومة، وكل علم لا يطلبه العبد من موضع الاقتداء صار وبالا عليه لأنه يدّعي به.

.تفسير الآية رقم (11):

{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11)}
قوله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} [11] قال: الإخلاص الإجابة، فمن لم يكن له الإجابة فلا إخلاص له. وقال: نظر الأكياس في الإخلاص فلم يجدوا شيئا غير هذا، وهو أن تكون حركاته وسكناته في سره وعلانيته للّه عزّ وجلّ وحده، لا يمازجه هوى ولا نفس.

.تفسير الآية رقم (17):

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (17)}
قوله: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ} [17] قال: الطاغوت الدنيا، وأصلها الجهل، وفرعها المآكل والمشارب، وزينتها التفاخر، وثمرتها المعاصي، وميزانها القسوة والعقوبة.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}
قوله: {إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ} [38] قال: يعني إن نزع اللّه عني العصمة عن المخالفات أو المعرفة على الموفقات، هل يقدر أحد أن يوصلها إلي، {أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ} [38] أي بالصبر على ما نهى عنه، والمعونة على ما أمر به، والاتكال عليه في الخاتمة.
وقال: الرحمة العافية في الدين والدنيا والآخرة، وهو التولي من البداية إلى النهاية.

.تفسير الآيات (41- 43):

{إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَ لَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (43)}
قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ} [41] يعني أنزله لهم ليهتدوا بالحق إلى الحق، ويستضيؤوا بأنواره.
قوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} [42] قال: إذا توفى اللّه الأنفس أخرج الروح النوري من لطيف نفس الطبع الكثيف. والتوفي في كتاب اللّه على ثلاثة أوجه: أحدها الموت، والآخر النوم، والثالث الرفع. فالموت ما ذكرنا، والنوم قوله: {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها} [42] يعني يتوفى التي لم تمت في منامها، وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام: 60] يعني النوم، والرفع بعيسى عليه السلام: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]
فإنه إذا مات فينزع عنه لطيف نفس الروح النوري من لطيف نفس الطبع الكثيف الذي به يعقل الأشياء ويرى الرؤيا في الملكوت، وإذا نام نزع عنه لطيف نفس الطبع الكثيف لا لطيف نفس الروح النوري، فيستفيق النائم نفسا لطيفا، وهو من لطيف نفس الروح الذي إذا زايله لم تكن له حركة، وكان ميتا. ولنفس طبع الكثيف لطيفة، ولنفس الروح لطيفة، فحياة لطيف نفس الطبع بنور لطيف نفس الروح، وحياة روح لطيف نفس الروح بالذكر، كما قال: {أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] أي يرزقون الذكر بما نالوا من لطيف نفس النوري، وحياة الطبع الكثيف بالأكل والشرب والتمتع، فمن لم يحسن الإصلاح بين هذين الضدين، أعني نفس الطبع ونفس الروح حتى يكون عيشهما جميعا بالذكر والسعي بالذكر، فليس بعارف في الحقيقة. وقال عمر بن واصل: وكان المبرد النحوي يقول: الروح والنفس شيئان متصلان لا يقوم أحدهما بدون الآخر. قال: فذكرت ذلك لسهل، فقال: أخطأ، إن الروح يقوم بلطفه في ذاته بغير نفس الطبع الكثيف، ألا ترى أن اللّه تعالى خاطب الكل من الذر بنفس روح وفهم عقل وفطنة قلب وعلم لطيف بلا حضور طبع كثيف.
قوله: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ} [43] قال: أم اتخذوا طريق البدعة في الدين قربة في الدين إلى اللّه، على أن ينفعهم ذلك.